قال محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين إن القادة العرب "سيهددون في قمتهم المقبلة في سورية بإلغاء المبادرة العربية التي طرحت في قمة بيروت العربية عام 2002 بإقامة علاقات شاملة مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي التي تحتلها منذ عام 1967 إذا لم تقدم اسرائيل رداً إيجابياً على تلك المبادرة ."
وتابع صبيح في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن القادة العرب "سيبعثون برسالة واضحة إلى إسرائيل تشدد على ضرورة الرد على تلك المبادرة وإلا فإن العرب سيعيدون تقييم المرحلة السابقة من عملية السلام، وسيسحبون مبادرتهم ويبحثون عن بدائل جديدة. فكثير من الزعماء العرب لم يرحبوا بفكرة حل الدولتين بسبب بغضهم لإسرائيل، لكنهم قبلوا بها بوصفها وسيلة لبسط الاستقرار في المنطقة وسحب البساط من تحت أقدام المتطرفين."
وأوضح صبيح أن "الشعور السائد الآن هو أن إسرائيل لا تريد سوى خلق كيان فلسطيني مشتت الأوصال ليس قابلا للعيش ولا يتوفر على مقومات الدولة ذات السيادة. وهذا ما يقول المسؤولون العرب إنه ليس مرفوضاً فحسب وإنما هو أمر خطير "
وتبنت القمة العربية الرابعة عشرة التي إنعقدت في بيروت في 27 و28 آذار عام 2002 بالإجماع مبادرة السلام العربية التي أطلقها الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد آنذاك لإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي وأصدرتها في نص منفصل عن البيان الختامي تحت عنوان " مبادرة السلام العربية" .
ودعت المبادرة إلى "إنسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ 1967، تنفيذا لقراري مجلس الأمن 242 و338 واللذين عززتهما قرارات مؤتمر مدريد عام 1991 ومبدأ الأرض مقابل السلام، وإلى قبولها قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية. وذلك مقابل قيام الدول العربية بإنشاء علاقات طبيعية في إطار سلام شامل مع إسرائيل."
كما طالبت المبادرة إسرائيل ب"إعادة النظر في سياساتها، وأن تجنح للسلم معلنة أن السلام العادل هو خيارها الاستراتيجي أيضا والانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من حزيران 1967، والأراضي التي ما ما زالت محتلة في جنوب لبنان والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من حزيران في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية. "
وتتعهد الدول العربية مقابل ذلك ب"إعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة وإنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل وضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة ."
واعلنت اسرائيل رفضها المبادرة العربية بعيد إعلانها حتى أن رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق أرئيل شارون وصفها بأنها "لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه ."